«فرش وغطا» يكسر حاجز الـ10 ملايين

محمد عبد الكريم 

فلنحتفل إذن!

أخيرًا وبعد سنوات من إعلان الحرب على أفلام يرى معظمنا أنها لا تليق بالذوق العام ويصفها بعضنا بالهابطة، نجحت إيرادات فيلم «فرش وغطا» المحسوب على الأفلام المستقلة، فى كسر حاجز العشرة ملايين جنيه، ليصبح بذلك أول الأفلام التى نبحث عنها بملقاط مع بداية كل موسم سينمائى، حيث جمع الفيلم بين نجاحه فى المهرجانات الدولية واستحسان النقاد من جهة، وبين عنصر الإقبال الجماهيرى من جهة أخرى، دون الإخلال بعنصر المتعة، ومن غير فلسفة على المشاهد أو نبرة تعالى عليه.

عزيزى قارئ المقال أنا ضحكت عليك!

ما قرأته فى السطور السابقة ما هو إلا نتاج خيالى الشخصى، فقد قررت أن أستغل أوقات فراغى وأجيب ورقة وقلم وأقعد أشغبط شوية.

أحضرت الورقة والقلم ثم جلست باحثًا على «فيسبوك»، متفحصًا صفحات تعلن أنها ضد نوعية الأفلام التى ينتجها السبكى، ويؤكد مؤسسوها أنهم مجموعة من صناع السينما المختلفين والراغبين فى الارتقاء بالذوق العام أو أى كلام من هذه النوعية.

المهم بقى يا سيدى وبعيدًا عن رأى هؤلاء الراغبين فى سينما مختلفة، فقد قمت بعمل حصر لعدد المعجبين والمشاركين بهذه الصفحات، فوجدت أنى حصلت على ما يقرب من 400 ألف بنى آدم بالتمام والكمال.

قمت بإعادة تلك العملية الحسابية مرة بعد أخرى لأتأكد من الرقم، ثم قلت لنفسى «إيه ده، ما احنا كتير أهو». قررت أن آخذ هذا الرقم كما هو دون أن أضيف إليه أى نسب أخرى لمن أعرفهم فى الواقع، وليست لهم مشاركات فيسبوكية على هذه الصفحات أو غيرها.

قررت أن أضرب هذا الرقم فى متوسط سعر تذكرة السينما، وليكن 25 جنيهًا «فيه أكتر من كده بكتير، وفيه أقل برضه، بس خلينا فى المتوسط»، لأفاجأ فى النهاية أن فيلم «فرش وغطا» قد حقّق إيرادات وصلت إلى عشرة ملايين جنيه.. بس على الورق!

لأكتشف أن الكثير منّا لا يهتم بالسينما إلا على «الفيسبوك»، تمامًا كما هى حال اهتمامه بالبلد وبالدستور وبأى حاجة تانية، وأتأكد أن ما يجمع بين الواقع الافتراضى الحقيقى ببساطة هو.. لا شىء!

لذا.. أرجوك.. أبوس إيدك يا عم ياللى عايز حال السينما تتعدل.. انزل شوف «فرش وغطا» فى السينما.. وأى فيلم زيّه ستتاح له إمكانية العرض فى السينمات خلال الفترة المقبلة.. ما هو يا تنزل تتفرّج.. يا تسكت خالص!