Monday, November 25, 2013

" أوضه الفيران "...... الاسكندرية تصنع فيلمها الروائي الطويل الأول

 محمود راضي

في اضافة جديدة لصناعة السينما المستقلة، ولكن هذه المرة من مدينة الاسكندرية التي ظلت الحركة السينمائية فيها محصورة في حيز ضيق لا يسمح سوى بانتاج الافلام القصيرة روائية كانت أو وثائقية، وفي تحدي للهيمنة القاهرية التي تسيطر على كل مقدرات صناعة السينما التي تتدهور بدورها يوماً بعد يوم في ظل المنافسة الشرسة للانتاج المتلفز، يأتي فيلم " أوضة الفيران " ،الذي تم قبوله مؤخراً في شبكة المنتجين في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي، ليكون إضافة هامة لصناعة السينما المستقلة في مصر، خاصة وأنه أول فيلم روائي طويل يخرج بالكامل من مدينة الاسكندرية وبفريق عمل قوامه من سكان المدينة.

من خلال المدونة الرسمية للفيلم على شبكة الانترنت، يتحدث صناع الفيلم عن طبيعة صناعة السينما في الاسكندرية، قائلين : " إن الإسكندرية لا تملك صناعة سينما مثل التي تملكها مدينة القاهرة، لذا فقد كان معظم من يسعون ليكونوا صناع أفلام يقومون بالانتقال للعيش في القاهرة ليبدأوا مسيرتهم هناك، أما من يظل في الاسكندرية يقوم بصنع أفلام قصيرة فحسب، وكنا نريد أن نظل في المدينة و أن نصنع فيلماً طويلاً بمساعدة كل محبي السينما هنا في نفس الوقت، وما شجعنا لذلك هو أن بعضنا شارك في فيلم (حاوي) للمخرج ابراهيم البطوط الذي صنع بميزانية ضئيلة للغاية هنا في الاسكندرية ". 

كانت الفكرة تراود 7 دراسين من خريجي الدفعة الرابعة (2009- 2010) بمدرسة السينما بمركز الجيزويت الثقافي بالاسكندرية، وهم: هند بكر ومحمد الحديدي ومي زايد و محمد زيدان وأحمد مجدي مرسي ونيرمين سالم ومحمود الصغير بأن يصنعوا فيلما روائياً طويلاً بجهود ذاتية ومحلية في ذات الوقت، وقد أعطوا في البداية لهذا المشروع عنواناً مؤقتاً وهو (سبعة) لحين إيجاد عنواناً أفضل والذي صار فيما بعد " أوضه الفيران "، وكانت الفكرة الأولي التي تم اقتراحها لهذا المشروع حسبما تقول المخرجة هند بكر، أحد المخرجين المشاركين في الفيلم : "  تحتاج إلى ميزانية ضخمة للغاية، لذا تم الاستغناء عنها، وبدأنا في البحث عن فكرة بديلة لتنفيذها، حتى توافقنا جميعاً على فكرة الخوف لتكون هى التيمة التي تنطلق منها جميع قصص الفيلم ".

تضيف هند بكر قائلة عن الطريقة المتبعة في العمل على الفيلم، : " قمنا بتشكيل ورشة خاصة بنا، وكنا نكتب ونتشارك الأفكار والآراء معاً، ولم يكن أي منا يعمل على جزئه الخاص بمعزل عن الآخرين، فسوف تجد أنه من كان يعمل على اخراج أحد الأجزاء مثلاً يعمل كمساعد مخرج في جزء آخر أو كمدير للتصوير وهكذا". وفي أكتوبر 2010، بدأت عملية اختيار الممثلين عن طريق الدعوة لاختبارات أداء من أجل الفيلم عبر موقع (فيس بوك) والتي أجريت في معهد جوته على مدار يومين كاملين. 

يقول المخرج محمد زيدان عن عملية التصوير: " استغرقت عملية التصوير لوحدها حوالي عام ونصف، وهو وقت طويل للغاية بالنسبة للخطة التي وضعناها، لأن كل جزء كان يستغرق أسبوع أو ما يزيد قليلاً في تصويره، حيث تعثرت عملية التصوير كثيراً بسبب ظروف الثورة وبعض الصعوبات الاقتصادية التي واجهتنا خلال هذه الفترة، وقد قمنا بتصوير كل جزء على حدة وليس بشكل متزامن ".      

  كان الفيلم في البداية ينقسم إلى سبعة أجزاء، وكل جزء يحمل اسم بطله/ بطلته، وهى: مها - راوية - موسى - داليا - عمرو- الفتاة - حسن، ثم صار يحمل ستة أجزاء فقط بعد أن قرر صناع الفيلم أن يبدأوا مونتاج الفيلم بعد انتهائهم من التصوير بدون الجزء المعنون (حسن) الذي أخرجه محمود الصغير الذي واجهته الكثير من العقبات التي حالت دون أن ينهي تصوير الجزء الخاص به. كما كان أيضاً من المقرر أن ينتهى تصوير الفيلم في يوليو 2011 ليبدأ بعدها مرحلة المونتاج وما بعد الانتاج، ولكن بسبب الظروف التي واجهها الفيلم، فقد انتهى تصويره في يناير 2012، ويعمل صانعوه حالياً على تحرير النسخة النهائية للفيلم.   

تم انتاج الفيلم من خلال استوديو (فيج ليف) الذي يعد هو الاستوديو السينمائي الوحيد المجهز في المدينة بأكملها، والذي يملكه المخرج مارك لطفي الذي تخرج هو أيضاً من مدرسة السينما بمركز الجيزويت الثقافي ، والذي صار منتجاً منفذاً لهذا الفيلم بعد تحمسه الشديد له، كما شارك أيضاً مركز روفي للفنون الجميلة في الانتاج والذي أسسه فريق العمل بالفيلم ليكون نواة أساسية ينطلقوا منها من أجل العمل على مشاريع مستقبلية أخرى.

وفيما يتعلق بالمشاركة في المهرجانات وامكانية العرض التجاري للفيلم، يقول محمد زيدان: " التفكير في ذلك سابق لأوانه لحين الانتهاء من النسخة النهائية للفيلم على الأقل، وإن كان ذلك في خطتنا بالفعل، خاصة وأنه قد جاءتنا الكثير من المؤشرات الايجابية بشأن مشروعنا من قبل الكثيرين الذين يعملون في صناعة السينما في أوروبا الذين اطلعوا عليه، وأعتقد أن خروج هذه التجربة إلى النور وعرضه تجارياً سيشجع الكثيرين من أجل خوض تجارب محلية مماثلة".     
تريلر الفيلم 

ميكينج الفيلم



اكونت كاتب المقال محمود راضي 


No comments:

Post a Comment

استخدام الدويتش انجل

هل تريد استخدام الدويتش انجل في مشاهدك وافلامك شاهد استخدامها في الافلام من زاوية 5 درجات وحتي 90 درجة